وصلت مع الفجأة.. إليك!
حبيبتي في طريقي اليك، حاولت جاهداً أن اتحامل على وجعي.
أن أمسح عن وجه الحقل عتب العصافير، التي اضاعت قرميدها وقمحها.
أن أنفض عن صدر الجلال الغبار الذي أعماها وخنقها.
يومها كان الحزن عنوان السماء، وقد امتزج مع صوت الرعد، وانهمر المطر بغزارة.
وراحت الذكريات تتناثر من حولي.
هي أيام محشوة بالضياع، والقهر والعتب وتساءلت ان كنت سأتمكن من اختراق الصقيع الذي يسدّ الطرقات والشوارع.
واكتشفت ان المهمة ربما تكون مستحيلة.
لكن الغريب ودون ان ادري وصلت مع الفجأة اليك.
فيا ايها الجسد، مجد الوتر وعظمة اللغة التي لا تحترق.
كتبت وصيتي على صرّتك، شعلة ثأر.
منحت نفسي حق الانتقام من الغباء الذي يسيّج العالم.
خيمتي سرير الحرية.
جدائلك موج البحر.
أغزل الصوف والبهجة حصاد الشعر.
اخترقك عزلة أبدية.
شهوة الأمل.
والحلم الذي فقد ربيعه.
جهاد قلعجي