ووقع الانفجار …
بينما يتجادل أهل الفقه المسؤولون عن مصير الشعب “الشحّاد” الجائع، حول حصّة مَن الأكبر وكلمة مَن ستنتصر على كلمة مَن وبيان مَن أحقر من الآخر، في طرابلس هناك رجل يستعطي الكهرباء من أجل ابنه المشلوح على يديه ويبكي لأنه يختنق وماكينة الاوكسيجين متوفرة لكن التيّار مسروق!
وهناك في مناطق حيث يولد الطفل جائع ويعيش بالفقر والتعليم ليس خياراً أمامه لأن المقدرات الاقتصادية للعائلة لا توفر له هذه “الرفاهية” فيتعلّم العمل بـ “شو ما كان” وهو صغير لأن من مسؤوليته أن يؤمن قوته ويساهم بجلب الرغيف الى مائدة العشاء. ومع تدهور الأمور واستمرار قساوة الظروف قد يتعلّم حمل السلاح بهدف تأمين الحماية الأمنية أيضاً من عدو يقنعونه بوجوده ويفصّلونه على قياس المناطق.
هذا الطفل وكثر آخرون ولدوا جائعين فجوّعتموهم أكثر! فلا تستغربوا ما يحصل في هذه المناطق ولا تحاولوا تجريمه لأنكم أنتم المجرمون. مَن سمح بالفتنة أن تدخل هذه المناطق هو أنتم! من أجبرنا على الوقوف في الطوابير ندوس على كرامتنا مقابل “كم ليتر بنزين” فينفذ صبرنا من كثرة الذلّ وترتفع نبرة صوتنا ونسحب السكاكين بسبب جدل على أفضلية المرور هو أنتم! “كان بعد عنّا شوية أعصاب ونتفة عقل فقدتونا ياهن!”
أنتم أفقرتم الجيش وجرّدتموه من كل سلاح وكل سبب ليدافع عما تبقى من أرض ومع ذلك يقف الى جانب الشعب ومن ميزانيته الضئيلة يتبرّع بما حرمته الدولة العليّة لأبنائها!
ولكن احذروا عندما يُستنفذ ما تبقى في جعبة الجيش، وعندما تُستنزف منه الوطنية فلن يقف بوجه المواطن الجائع والغاضب بل سيغضب معه ويقف الى جانبه. وإذا رأيتم عواميد عروشكم تتزعزع فأنتم تكونون السبب وليس من جوّعتم ودستم على كرامته رغماً عنه!
اليانا بدران